القرفة المفيدة ... قد تكون سامّة!
تتميز القرفة بالنكهة اللذيذة التي تعطيها بإضافتها للكثير من الأصناف خاصةً الحلويات، مما جعل استخدامها منتشراً حول العالم. بالإضافة لذلك، تمتلك القرفة الكثير من الفوائد الصحية كأثرها في تنظيم مستوى سكر الدم في الجسم وباعتبارها مضاد أكسدة.
هذه الميزات الجيدة وغيرها التي تتمتع بها القرفة، جعلت منها عنصراً أساسياً في الكثير من الوصفات التي تستخدمها بشكل كبير وبكميات ربما كبيرة خلال اليوم الواحد.
للأسف، فبالإضافة للميزات الجيدة التي تمتلكها القرفة، فهي مرتبطة بخطر تواجد مادة سامّة بداخلها هي الكومارين التي يجب التحذير منها وتوضيح الطريقة الصحيحة للتعامل مع القرفة بسببها. لذلك توضّح هذه المقالة الطريقة والكمية الصحيحة التي يمكننا من خلالها الاستمتاع بنكهة وفوائد القرفة.
الكومارين
الكومارين هي مادة قد تسبب الضرر للكبد إذا تم أخذها بكميات مرتفعة خلال فترة زمنية طويلة. ورغم ذلك فإنّ الأضرار الطفيفة التي قد تسببها تلك الكميات من الممكن أن تنتهي عند التوقف عن تناولها، لذلك من الجيد تدارك الأمر بسرعة. يوجد الكومارين بشكل طبيعي في العديد من النباتات كالخزامى (اللافندر) وفي العديد من الأعشاب ،وهو الذي يعطي تلك الرائحة الخاصة من العشب المقطوع حديثاً. بالإضافة لذلك، فمن الملاحط أن هناك بعض الأشخاص الذين يكونون أكثر حساسية من الآخرين للكميات المرتفعة من الكومارين [1].
أنواع القرفة والكميات المسموحة بها
يستخدم نوعان من القرفة بشكل رئيسي، الأول يسمى القرفة الحقيقية أو السيلانية Cinnamomum zeylanicum التي مصدرها سيريلانك (سيلان). بينما النوع الثاني يسمى كاسيا Cinnamomum cassia والتي مصدرها من فيتنام الجنوبية.
قرفة كاسيا تمتلك طعمة حارقة بالنسبة للنوع الآخر، و أحد أسباب ذلك هو مادة الكومارين الموجودة فيها بكميات كبيرة في حين تتواجد الكومارين بكميات صغيرة جدًا في القرفة الحقيقية (السيلانية).
وفقًا لبيانات سويدية، من الممكن أن تحتوي ملعقة صغيرة (5 ملم أي ملعقة شاي) مطحونة من قرفة كاسيا على ما بين 3 و 8 ملغ من الكومارين. مع الأخذ بالاعتبار الاختلافات في كمية الكومارين وفقاً لعدة عوامل كموقع النبات، المناخ، ظروف الحصاد، الخ.
يبيّن الجدول التالي الكميات التي يجب عدم تجاوزها من الكومارين لمختلف الأعمار والأوزان، و مايقابل هذه الكميات من ملاعق صغيرة من القرفة المطحونة. مع التنويه أنّ هذه الحسابات تمت وفقًا للتحليلات التي أُجريت على القرفة المستخدمة في السويد، والتي هي من نوع كاسيا [1] :
خلاصة وفائدة عملية
الكومارين مادة تتواجد بشكل طبيعي في العديد من النباتات، وتختلف كميات تواجد هذه المادة في القرفة بحسب نوعها. وقرفة الكاسيا هي الأكثر استخداماً في العالم العربي وحتى في الكثير من دول العالم بما فيها السويد بسبب سعرها وشهرتها، لذلك ليس من السهل معرفة نوع القرفة عندما تشتري منتج ما يحتويها خصوصاً في البلاد العربية. لذا فإنّ الأمر الأسهل والأضمن هو ألّا تتجاوز الكميات المسموح بها والمبيّنة في الجدول السابق، وأن تنتبه إلى المنتجات التي تحتوي على القرفة بشكل غير واضح وتحسبها ضمن الكمية المسموح لك بتناولها من القرفة يومياً. هذه الكميات مبينة في الجدول السابق بشكل مفصل، ولكن إذا أردت تلخيصها بشكل عملي تستطيع حفظه وتطبيقه بسهولة فيمكن القول بتصرّف : حوالي ملعقة شاي من القرفة يومياً للكبار؛ نصف ملعقة شاي غير ممتلئة للصغار ماعدا من هم أقل من أربع سنوات، فلهم فقط ربع ملعقة شاي غير ممتلئة.
المراجع العلمية:
Livsmedelsverket.se. (2019). Livsmedelsverket. Available at: https://www.livsmedelsverket.se/livsmedel-och-innehall/oonskade-amnen/vaxtgifter/kumarin-i-kanel; Accessed 20 May 2019