هل يأكل السويديون الشعير فقط؟
منذ مدة قصيرة وصلت بعض الرسائل التي تسأل عن حقيقة تناول السويدين للشعير بديلاً عن القمح المحظور في السويد. اتضّح لاحقاً أن هذه الأسئلة المتكررة كانت بسبب مقالة طويلة انتشرت مؤخراً عن هذا الموضوع.
حقيقة، إنّ جواب هذا التساؤل بسيط ولكنّ قيمة الشعير الغذائية ليست بتلك البساطة، وهي تستحق أن نكتب عنها بعض السطور التي توضّح بعض ميزاتها، من خلال بعض المراجع السويدية الموثوقة.
الطريف في الأمر، أنّ السويدين في نهاية القرن العشرين، أصبحوا لايستهلكون سوى واحد بالمئة من محصول الشعير المُنتج [1]. فمن أين جاءت تلك المقالة بتلك المعلومة الغريبة؟! إذاً هذا السطر هو الجواب المختصر لتلك الأسئلة و لنقرأ في التالي بعض المعلومات الأخرى عن الشعير.
الشعير هو خبز الفايكنج!
منذ فترة الفايكنج إلى القرن الثامن عشر كان الشعير أكثر أنواع الحبوب استهلاكاً في السويد على الإطلاق. كذلك حتى القرن السابع عشر كان الشعير هو أكثر الحبوب استخدامًا لصنع الخبز [2].
الشعير القادم من الشرق الأوسط
تشير الدراسات إلى أن الشعير جاء إلى السويد من منطقة الهلال الخصيب في الشرق الأوسط [3].
الحبوب الكاملة تخفض خطر السرطان!
على عكس ما يتداوله البعض من نصائح بالتوقف عن تناول الحبوب لغناها بالكربوهيدرات فهناك كمية موصى بها من هذه الحبوب (كالقمح أو الشعير الكامل وليس الدقيق الأبيض) وهي حوالي 90 غرام للرجال و70 غرام للنساء. ليس ذلك فحسب، بل الحبوب الكاملة قد تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان [4].
مفيد لبكتيريا أمعائك وجهازك الهضمي!
في مقال من جامعة لوند صدر في عام 2015، تم تصنيف الشعير بأنه أحد أكثر المحاصيل التي يأكلها الإنسان ملاءمة للحفاظ على التوازن في مجموعة الميكروبات المفيدة في الجهاز الهضمي. فالشعير يمتلك خصائص مميزة بتأثيره على الأمراض المرتبطة بنمط الحياة الاستهلاكي والالتهابات في الجسم [5].
الشعير والسكري!
الشعير يحافظ على نسبة السكر في الدم عند مستوى ثابت، حيث أنّ الشعير يمتلك قيمة منخفضة للمؤشر الجلايسيمي GI (مقياس يدل على مدى ارتفاع سكر الدم في الجسم بعد تناول صنف طعام) حيث يستغرق الجسم وقتًا طويلاً لامتصاص الطاقة من الشعير [6].
إذاً على الرغم أنّ الشعير ليس غذاء السويدين حالياً كما كان سابقاً، فذلك لا يعني أنّه ليس غذاءٌ رائعاً يمكنك تناوله خاصة أنّ الشعير قد كان مستخدماً سابقاً في البلاد العربية قبل أن تتحوّل الناس عنه وتربط اسمه للأسف بطعام خاص بالحيوان فقط.
المراجع العلمية:
Nylander, A., Jonsson, L., Marklinder, I. and Nydahl, M. (2014). Livsmedelsvetenskap. Lund: Studentlitteratur, p.68
[2]
Smakasverige.jordbruksverket.se. (2019). Korn. Available at: http://smakasverige.jordbruksverket.se/ravaror/ravarorarkiv/korn.213.html; Accessed 18 May 2019
[3]
Leino, M.W. (2017). Spannmål: svenska lantsorter. Stockholm: Nordiska museets förlag, p.68
[4]
Nylander, A., Jonsson, L.,Marklinder, I. and Nydahl, M. (2014). Livsmedelsvetenskap. Lund: Studentlitteratur, p.93
[5]
Lunds universitet. (2019). Malt gör tarmen glad. Available at: https://www.lu.se/article/malt-gor-tarmen-glad; Accessed 18 May 2019
[6]
Lantmännen, (2015) Korn. Available at: https://lantmannen.com/bra-mat/fyra-sadesslag/korn/ ; Accessed 18 May 2019